الأحد، 10 فبراير 2013

الثقب الاسود


الثقب الأسود هو منطقة في الفضاء تحوي كتلة كبيرة في حجم صغير يسمى بالحجم الحرج لهذه الكتلة، والذي عند الوصول إليه تبدأ المادة بالانضغاط تحت تأثير جاذبيتها الخاصة، ويحدث فيها انهيار من نوع خاص بفعل الجاذبية ينتج عن القوة العكسية للانفجار، حيث أن هذه القوة تضغط النجم وتجعله صغيرًا جدًا وذا جاذبية قوية خارقة. وتزداد كثافة الجسم (نتيجة تداخل جسيمات ذراته وانعدام الفراغ البيني بين الجزيئات)، تصبح قوّة جاذبيته قوّية إلى درجة تجذب أي جسم يمر بالقرب منه، مهما بلغت سرعته. وبالتالي يزداد كمّ المادة الموجودة في الثقب الأسود، وبحسب النظرية النسبية العامة لأينشتاين، فإن الجاذبية تقوّس الفضاء الذي يسير الضوء فيه بشكل مستقيم بالنسبة للفراغ، وهذا يعني أن الضوء ينحرف تحت تأثير الجاذبية.
يمتص الثقب الأسود الضوء المار بجانبه بفعل الجاذبية، وهو يبدو لمن يراقبه من الخارج كأنه منطقة من العدم، إذ لا يمكن لأي إشارة أو موجة أو جسيم الإفلات من منطقة تأثيره فيبدو بذلك أسود. أمكن التعرف على الثقوب السوداء عن طريق مراقبة بعض الأشعاعات السينية التي تنطلق من المواد عند تحطم جزيئاتها نتيجة اقترابها من مجال جاذبية الثقب الأسود وسقوطها في هاويته.
لتتحول الكرة الأرضية إلى ثقب أسود، يستدعي ذلك تحولها إلى كرة نصف قطرها 0.9 سم وكتلتها نفس كتلة الأرض الحالية، بمعنى انضغاط مادتها لجعلها بلا فراغات بينية في ذراتها وبين جسيمات نوى ذراتها، مما يجعلها صغيرة ككرة الطاولة في الحجم ووزنها الهائل يبقى على ما هو عليه، حيث أن الفراغات الهائلة بين الجسيمات الذرية نسبة لحجمها الصغير يحكمها قوانين فيزيائية لا يمكن تجاوزها أو تحطيمها في الظروف العادية.
ولقد اكتشف العلماء ثقبا اسود يبلغ حجمه حجم الشمس9.7مليار مرة

اكتشف فريق من علماء الفلك في جامعة كاليفورنيا ثقباً أسوداً عملاقاً قالت القراءات أنه أكبر من الشمس بمليارات المرات. لم يصدق العلماء ما اكتشفوه في بادئ الأمر لأن الأرقام كانت كبيرة بدرجة لا يمكن تصديقها، واستغرقت هذه الأبحاث 20 عاماً حتى صدّق العلماء أخيراً أن ما تم اكتشافه لم يكن خطأ في الحسابات بل كانت إحدى عجائب كوننا الأغرب من الخيال!


استخدم العلماء تلسكوبات أرضية وتلسكوب هابل وأجهزة كومبيوتر خارقة ليدرسوا المحيط النجمي حول الثقب الأسود ليحسبوا هذا الحجم المفزع، خاصةً أن النجوم السوداء من القوة لدرجة أنها تمتص كل شيء حتى الضوء!، لذا لا نستطيع مشاهدتها لكن نستطيع مشاهدة تأثيرها على ما حولها.


يبعد هذين الثقبين الأسودين عنّا مسافة 300 مليون سنة ضوئية، والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في عام وتساوي 9,460,528,400,000 كيلومتر. اضرب هذا الرقم في 300 مليون لتحسب المسافة بيننا وبين الثقبين الأسودين!!

يظن العلماء أن هناك ثقباً أسود في قلب كل مجرة بما في ذلك مجرتنا درب التبّانة، لكنّ الثقوب السوداء تظل أحد أغرب ألغاز الكون التي لا نعرف عنها أي شيء بعد.

ليست هناك تعليقات: